ثبوت صفة الصورة لله تعالى

اعلم أن ما ورد من الأحاديث والآثار، في أن صورة الإنسان على صورة الله تعالى، وأن الله يرى في المنام في صورة شاب أمرد، وأن الله تعالى يرى يوم القيامة، كلها أدلة تثبت أن لله تعالى صورة يرى من خلالها.

وهو سبحانه لكمال قوته وقدرته، يتجلى في الصورة التي يريدها ويختارها، فليس هو مقيّد في صورة واحدة لا ينفك منها، وأن العباد سوف يرون صورته يوم القيامة، كما يرون الشمس والقمر، بأعين رؤوسهم، وبينهم وبينه مسافة، وبمقابلة، وهو في جهة وحيِّز.

وأنه يتجلى يوم القيامة لعباده في ثلاث صور: صورة يراه فيها جميع الخلائق عند الحساب، وصورة يراه فيها المسلمون والمنافقون فقط.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه" .. الحديث

فقوله: " فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون". دليل على أن الله تعالى، قد تجلى لعباده سابقاً في صورة عرفوه بها، فدلّ هذا الحديث، على أن الله تعالى، يتجلى لعباده في الموقف، في صورة يراه فيها جميع الخلائق، مسلمهم وكافرهم، إنسهم وجنّهم، ثم بعد الحساب، يختفي عنهم، ثم يتجلى في صورة أخرى غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة، للمسلمين والمنافقين. 

ثم يتجلى سبحانه في صورة، وهي أكمل صوره، للمؤمنون في الجنّة، إن شاء الله تعالى، كما وردت بذلك أحاديث الرؤية.

وبناء على ما سبق، من الآيات والأحاديث في إثبات صفات الله تعالى، فإن الله تعالى، قد جعل لصورته التي اختارها لذاته، وجه، وعينان، ويدان، وأصابع، وحقو، وقدمان.

والله أعلم وأحكم.