صفة الرضى والكره لله تعالى

والرضى والغضب صفتان ذاتيتان فعليتان لله تعالى.
قال تعالى: ﴿قّاَلَ ٱللَّهُ هَـٰذَا یَوْمُ یَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِینَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّـٰت تَجْرِی مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدا رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَ ٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِیمُ﴾ [المائدة]
وقال تعالى: ﴿وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلْأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِینَ وَٱلْأَنصَارِ وَٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَـٰن رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰت تَجْرِی تَحْتَهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدا ذَ ٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِیمُ﴾ [التوبة]
وقال تعالى: ﴿لَّقَدْ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِینَ إِذْ یُبَایِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ عَلَیْهِمْ وَأَثَـٰبَهُمْ فَتْحَا قَرِیبا﴾ [الفتح]
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول: "اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال. وفي رواية مثله، غير أنه قال: ويسخط لكم ثلاثا، ولم يذكر ولا تفرقوا".
رواه مسلم.
والرضى والكره شعور يشعر الله تعالى به، شعور يصدر من نفسه، ولا أحد يعلم كيف يشعر الله بالرضى والكره، فإن الخلق، يشعرون بذلك في قلوبهم، وأما الله تعالى فلا يدرى كيف يشعر بذلك.
ومع أن الله سبحانه وتعالى يرضى، إلا أن رضاه لا يناله إلا من يستحقه، ومع أنه يكره، إلا أنه لا يكره إلا الكفّار وذوي الشرّ والفساد، وذلك لكمال قدرته على التحكم في مشاعره.
والله أعلم وأحكم.