هل توصف يدي الله وقدميه بأنها جوارح؟

جَرَح في لغة العرب تعني: فعل. والجُرْح هو أثر الفعل.

فكل شيء يصدر منه فعل فهو جارح.

وكل صفة يصدر منها فعل فهي: جارحة.

فإذا تقرر هذا المعنى، فنقول: أليس الله تعالى يسبط بيديه ويقبض، ويطوي السماوات بيمينه، ويقبض على الأرض بشماله، وأنه يضع قدميه في النار، ويضغط بها عليها حتى ينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط. أي: كفى كفى.

إذا كل صفة لله تعالى يصدر منها فعل له، فهي جارحة.

وقد اعترض هذا القول بعض من لا عقل له، واحتج بإنكار الدارمي والطبري والفراء، بأن توصف يدي الله وقدميه بأنها جوارح، والدارمي والطبري والفراء إنما أتيوا من ظنهم أن لفظ الجارحة لا يطلق إلّا على أعضاء الإنسان، وهذا باطل، فإن معنى الجارحة أعم من ذلك، فالعرب تطلق على كل ما يصدر منه فعل جارح وجارحة.

والله أعلم وأحكم.