وهي صفة ذاتية فعليّة لله تعالى.
قال تعالى: ﴿وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَب قَوْلُهُمْ أَءِذَا كُنَّا تُرَ ٰبًا أَءِنَّا لَفِی خَلْق جَدِیدٍ ..﴾ [الرعد ٥]
عن قتادة بن دعامة قال في تأويل هذه الآية: إن عجبت يا محمد .. عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت.
رواه الطبري وابن أبي حاتم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة".
رواه أحمد وغيره.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل".
رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يضم -أو يضيف- هذا؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني، فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ضحك الله الليلة -أو عجب- من فعالكما. فأنزل الله: ﴿.. وَیُؤْثِرُونَ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةࣱۚ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر ٩]
رواه البخاري ومسلم.
قلت: فصفة التعجّب، صفة ثابتة لله تعالى، وهو التعجب بالمعنى الذي نعرفه، ويتبادر إلى أذهاننا، هذا هو معنى التعجّب في لغة العرب الأمّيّين، الفارق بين تعجّب الله تعالى وتعجّب خلقه، أن تعجّب الله تعالى، يقع عن عِلمٍ سابق، بما سوف يقع من الـمُتعجّب منه، بينما تعجّب الخلق يقع عن جهل سابق بما سوف يقع من المُتعجَّب منه، ومن زعم غير ذلك لزمه الدليل ولا دليل.
والله أعلم وأحكم.