صفة العينان لله تعالى

والعينان صفتان ذاتيّتان لله تعالى
قال تعالى: ﴿وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْیُنِنَا وَوَحْیِنَا﴾ [هود]
وقال تعالى: ﴿وَأَلْقَیْتُ عَلَیْكَ مَحَبَّة مِّنِّی وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَیْنِیۤ﴾ [طه]
وقال تعالى: ﴿وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْیُنِنَا﴾ [الطور]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِیعَا بَصِیرا﴾ [النساء] فوضع إبهامه على أُذُنه، والتي تليها على عينه.
وقال بعض أهل العِلم، إنما أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عينه وأذنه، لأجل تحقيق الصفة فقط، لا للتشبيه.
قلت: وهذا تأويل قائم على الظن لا أكثر، ففي الحديث إشارة إلى إثبات صفة العين والأذن لله تعالى، حقيقة لا مجازاً، وليس لمجرد تحقيق الصفة وحسب، فتنبّه.
وعن عبدالله بن عمر قال: ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية".
رواه البخاري.
فدلّ هذا الحديث الصحيح، على أن لله تبارك وتعالى عينان صحيحتان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، جعل العلامة الفارقة البيّنة بينه وبين صورة الدجال، أن الدجّال أعور، وأن الله ليس بأعور.
والعور في لغة العرب التي يتداولونها ويفهمون بها خطاب الشرع، هو الذي يكون له عينان إحداهما مفقوءة، فهذا الذي يفهمه العرب من لغتهم، فإذا كان الله تعالى ليس بأعور إذا فله عينان.
والعرب تشير إلى المثنى والجمع بصيغة الواحد، للإشارة إلى أحد الاثنين، أو أحد الجماعة، لذلك قال في سورة طه: ﴿عَیْنِیۤ﴾.
وقد تشير العرب إلى الواحد أو المثنى بصيغة الجمع، للتفخيم والتعظيم، لذلك قال في سورة هود والطور: ﴿بِأَعْیُنِنَا﴾
ولكن يستحيل في لغة العرب، أن يشير إلى الواحد أو الجماعة بصيغة المثنى، فإذا ثنّت العرب شيئاً، فمعناه أنهما اثنان.
والله أعلم وأحكم.