هاتان الصفتان، صفتان فعليّتان ثابتتان لله تعالى بنصّ القرآن.
ولكن لا يوصف الله تبارك وتعالى بها مطلقاً، بل يوصف بها مقيدة.
فلا يقال الله ماكر أو كائد.
بل يقال يمكر بمن يمكر بدينه وأوليائه. ويكيد بمن يكيد بدينه وأوليائه.
وهذا لكمال قدرته سبحانه وتعالى.
وكون الشخص ماكر وكائد هذه صفة نقص.
أما من يمكر بمن يمكر به، ويكيد بمن يكيد به، فهذه صفة كمال.
لأنه في هذه الحالة، لا يكون مغفّلاً، بل فطناً ذكيّاً. يجازي الماكر والكائد بمكره وكيده.
قال تعالى: ﴿وَمَكَرُوا۟ وَمَكَرَ ٱللَّهُوَٱللَّهُ خَیْرُ ٱلْمَـٰكِرِینَ﴾ [آل عمران]
وقال تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا۟ مَكْرَ ٱللَّهِۚ فَلَا یَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ﴾ [الأعراف]
وقال تعالى: ﴿وَإِذَاۤ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَة مِّن بَعْدِ ضَرَّاۤءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْر فِیۤ ءَایَاتِنَاۚ قُلِ ٱللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًاۚ إِنَّ رُسُلَنَا یَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ﴾ [يونس]
وقال تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِیعا یَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْس وَسَیَعْلَمُ ٱلْكُفَّـٰرُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ﴾ [الرعد]
وقال تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا۟ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ﴾ [إبراهيم]
وقال تعالى: ﴿وَأُمْلِی لَهُمْۚ إِنَّ كَیْدِی مَتِینٌ﴾ [الأعراف]
وقال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ یَكِیدُونَ كَیْدا وَأَكِیدُ كَیْدا فَمَهِّلِ ٱلْكَـٰفِرِینَ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْدَا﴾ [الطارق]
والله أعلم وأحكم.