وصفة السمع صفة ذاتيّة.
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیم﴾ [البقرة]
وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِیعَا بَصِیرا﴾ [النساء]
وقال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلْعَلِیمُ﴾ [المائدة]
وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلْبَصِیرُ﴾ [غافر]
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليّ بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني، وانقطع ولدي، ظاهر منّي، اللهم إني أشكو إليك، فما برحت حتى نزل جبرائيل بهؤلاء الآيات، قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله".
رواه ابن ماجه بسند صحيح، ورواه البخاري معلّقاً.
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن جبريل عليه السلام ناداني قال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك".
رواه البخاري.
وعن أبي موسى الأشعري، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنا إذا علونا كبرنا، فقال: "إربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، تدعون سميعاً بصيراً قريباً".
رواه البخاري.
فنفى النبي صلى الله عليه وسلم عن الله صفة الصمم، وأثبت له ضدّها، وهو السمع، فتبيّن أن المراد بالسمع هنا الذي هو ضد الصمم، وهو سماع الأصوات، فتنبّه.
وقدرة الله تعالى على سماع الأصوات، من كمال قدرته وغناه، فليس هو سبحانه في حاجة لمخلوق يسمع له الأصوات.
وتحت قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیْء قَدِیر﴾ [البقرة] فلن تدرك الأوهام كمال صفة السمع فيه سبحانه وتعالى، فلا يخفى عليه شيء من أصوات مخلوقاته، حتى أنه يسمع دبيب النملة السوداء على الصفاة الملساء في الليلة الظلماء، ويستطيع التمييز بين الأصوات، وإن على عجيجها وكثر صخبها وضجيجها، يسمعها في وقت واحد، كما لو كان لا يستمع إلا لشخص واحد.
والله أعلم وأحكم.