والرؤية والإبصار صفة ذاتية له.
وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ﴾ [البقرة]
وقال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ بَصِیرُ بِٱلْعِبَادِ﴾ [آل عمران]
قال تعالى: ﴿وَسَیَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ﴾ [التوبة]
وقال تعالى: ﴿وَقُلِ ٱعْمَلُوا فَسَیَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَۖ﴾ [التوبة]
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ یَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ یَرَىٰ﴾ [العلق]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قرأ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها} إلى قوله تعالى: {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء ٥٨] قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه، قال: أبو هريرة رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرؤها، ويضع إصبعيه.
قال المقرئ: يعني أن الله سميع بصير.
فدلت الأدلة الشرعيّة، على أن الله تبارك وتعالى بصراً، وأنه يرى الصور.
وقدرته على الرؤية والإبصار هو من كمال قدرته وغناه، فليس هو سبحانه في حاجة إلى مخلوق يرى ويبصر له الأشياء.
وليست رؤيته وبصره مقيّدان بعينيه، ذلك أنه سبحانه وتعالى، لم يجعل له عينان إلّا تجمّلاً.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأصحابه "إنِّي أَراكم مِن خَلْفي ومِن أمامي".
رواه مسلم.
فدلّ هذا الحديث على أن إبصار النبي ورؤيته غير مقيدة بعينيه، فبصر النبي ورؤيته أكمل منها في غيره من البشر، فهو يرى من قفاه بلا عينين، كما يرى من أمامه بعينين.
فإذا كان هذا حال النبي، وهو خلق من خلق الله، فما بالكم بالله العظيم، الذي منح النبي هذه القدرة!
وتحت قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیْء قَدِیر﴾ [البقرة] فلن تدرك الأوهام كمال صفة الإبصار والرؤية فيه سبحانه وتعالى.
فهو يرى النملة السوداء على الصفاة الملساء في الليلة الظلماء، ويرى جميع الصور، في زمنٍ واحد، وكأنه ينظر إلى صورة واحدة، لا تختلط عليه الصور، ولا يشغله النظر إلى بعضها عن النظر إلى الأخريات، ويرى الصور وهي من وراء الصور، لا يحجب بعضها بعضاً عن بصره.
والله أعلم وأحكم.