صفة الحقو لله تعالى

 وصفة الحقو صفة ذاتية لله تعالى.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذاك". 

قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِن تَوَلَّیْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِی ٱلْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤا أَرْحَامَكُمْ أُولَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰۤ أَبْصَـٰرَهُمْ﴾ [محمد]. 

رواه البخاري.

وفي رواية: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واقرؤوا إن شئتم: ﴿فَهَلْ عَسَیْتُمْ﴾

رواه البخاري ومسلم.

والحَقو، هو الخَصْر، وهو محلّ شدّ الإزار، ثم توسّع العرب حتى أطلقوا على الإزار حقواً.

وهذا الحديث، فيه دلالة صريحة بأن الله تعالى جعل لذاته حقواً، ولولا ذاك، لما تعلّقت الرَحِم بحقوه.

مع العِلم، أن قوله: "قامت الرحِم فأخذت بحقو الرحمن" قد يراد به التأكيد على عِظَم شأن حقِّ الرَحِم، لأن الرحم، إنما هي القرابة، التي تكون بين شخص وأخر، فهي ليست جسما محسوسا، ولكن إذا قلنا بأن الله تعالى خلقها في جسم، كما سوف يخلق الحسنات والسيئات، فإن الله تعالى بينه وبين خلقه حجاب من نار، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حجابه النور – وفي رواية: من نار - لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه". وهذا يعني أنه لو كان الله تعالى خلق الرحم جسماً، لما تمكنت من الوصول إليه وهو خلف الحجاب، إلّا أن نقول بأن الله تعالى أذن لها في الوصول إليه، دون أن يحرقها نوره تعالى. 

والله أعلم وأحكم.