من خلال ما سبق، من إثبات الشبه والكيف، بين صفات الله تعالى وصفات خلقه، يتبيّن لنا فساد بعض القواعد التي قعّد له مدّعو العلم والفقه، كقولهم: كل ما خطر ببالك، فالله بخلاف ذلك. فهذه القاعدة مخالفة لما ورد في الكتاب والسنة، من إثبات الشبه والكيف.
وكقولهم: تثبت صفات الله بلا تأويل ولا تحريف، ولا تشبيه ولا تكييف. وهذه القاعدة، وإن كان النصف الأول منها حق، لأن مرادهم النهي عن التأويل، أي: التأويل الفاسد، لآيات وأحاديث الصفات، المخالف لظاهرها، وكذلك النهي عن تحريف معاني الآيات الواردة في صفات الله تعالى، عن معناها الذي تعرفه العر بمن كلامها، إلّا أن النصف الثاني من هذه القاعدة، باطل ولا شكّ، لمخالفة صريح الكتاب والسنة، في إثبات الشبه والكيف بين صفات الله تعالى وصفات خلقه.
والصواب في هذه القاعدة أن يقال: تثبت صفات الله تعالى بلا تحريف ولا تمثيل. أي: بلا تحريف لمعناها الذي تعرفه العرب من ظاهر كلامها، ولا تمثيل لصفات الله بصفات خلقه في كمالها وجلالها وجمالها وعظمتها وبهائها وسنائها.
هذا هو الحق الذي يجب على كل مسلم أن يعتقده، بعيداً عن بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وإفك الأفاكين.
والله أعلم وأحكم.