التعريف العام للزمن، هو المدّة الواقعة بين حدثين.
والتعريف الخاص للزمن، هو ساعات الليل والنهار. أو المدّة التي تستغرقها الشمس لعمل دورة كاملة حول الأرض. أو المدة التي يستغرقها القمر لعمل دورة كاملة حول الأرض. أو المدة التي تستغرقها النجوم لعمل دورة كاملة حول الأرض. كل هذه تعاريف خاصة للزمن، كل تعريف يراد به ما يخصّه من المُدّة.
والزمن أصالة ليس بشيء، فلا يقال عنه مخلوق أو غير مخلوق، لأن الزمن هو عمل الآلات التي من خلالها يتم تحديد الزمن، فلا وجود للزمن في غياب هذه الآلات، والآلات مخلوقة، لذلك إذا قلنا بأن الزمن مخلوق، فإنما نريد بذلك، أن الآلات التي يتم من خلالها تحديد الزمن مخلوقة.
وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ یَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَة مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ [الحج].
أي أن مقدار اليوم الواحد عند الله تعالى، يعادل ألف سنة من أيّامنا على الأرض.
وهذا فيه دلالة قطعيّة على أن الله تعالى يجري عليه الزمان، وليس الله تعالى في حاجة إلى الزمن أو مفتقر إليه، تعالى ربنا وتقدس، ولكنه كما أنه خلق الأمكنة واصطفى له منها مكاناً، فقد خلق الأزمنة وحدّ له منها زماناً، فهو يفعل ما يشاء، لأنه على كل شيء قدير.
وهذا اليوم الذي مقداره ألف سنة، هو الذي عناه ربنا تبارك وتعالى في قوله ﴿یُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ ثُمَّ یَعْرُجُ إِلَیْهِ فِی یَوْم كَانَ مِقْدَارُهُۥۤ أَلْفَ سَنَة مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة] فالملائكة تهبط إلى الأرض، وتعرج إلى الله تعالى في مكانه بخبر أهل الأرض، وليستأمروه، في يومه، الذي مدّته ألف سنة من أيّامنا.
فإذا ألغى الله سبحانه وتعالى الآلات التي من خلالها يتم تحديد الأزمان، صار الله تعالى وخلقه جميعاً في لا زمان.
والله أعلم وأحكم.