رؤية الله يوم القيامة

قال تعالى: ﴿لِّلَّذِینَ أَحْسَنُوا ٱلْحُسْنَىٰ وَزِیَادَة﴾ [يونس].
عن صهيب الرومي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم تعالى". 
وفي رواية، وزاد ثم تلا هذه الآية: ﴿لِّلَّذِینَ أَحْسَنُوا ٱلْحُسْنَىٰ وَزِیَادَة﴾
وقال تعالى: ﴿وُجُوه یَوْمَىِٕذ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَة﴾ [القيامة].
روى البخاري في صحيحه، في تأويل هذه الآية، عن ‌جرير بن عبد الله قال: "كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا".
وقوله "لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" يريد صلاة الفجر وصلاة العصر.
وروى البخاري أيضاً عن أبي سعيد الخُدْري قال: أن أناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: النبي صلى الله عليه وسلم نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب؟ قالوا: لا، قال: وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب؟ قالوا: لا، قال: النبي صلى الله عليه وسلم ما تضارون في رؤية الله تعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما.
ورواهما مسلمٌ أيضاً.
فهذه أحاديث صحيحة عظيمة جليلة القدر، فيها فوائد عظيمة جليلة، ففي هذا الحديث
تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم لرؤيتنا لربنا يوم القيامة، برؤية الشمس والقمر، ليس بيننا وبينهما سحاب.
وأن هذا التشبيه يفيد، أن الله تعالى له صورة حقيقيّة يراه عباده من خلالها، وأننا سوف نراه بمقابلة، وهو في جهة وحيّز، وبيننا وبينه مسافة.
والله أعلم وأحكم.